أحدث المشاركات

إعلان أعلى المشاركات

ضع إعلانك هنا

الثلاثاء، 7 نوفمبر 2017

تعرف على قصة ذئب وول ستريت جوردان بلفورت

.
جوردان_بلفورت 

«اسمي جوردن بيلفورت، حينما بلغت السادسة والعشرين من العمر أصبح لدي 50 مليون دولار» ...ذئب_وول_ستريت_جوردان_بلفورت
على أرصفة شارع «وول ستريت»، كان يتجول الشاب، "جوردان بلفورت"، بين الوسطاء الماليين، بحثا عن سلم يقوده إلى طريق الثراء، فيما كان يبلغ من العمر 22 عاما، شابا يافعا، يمتلك قدرا لا بأس به من الذكاء، وقدرا كبيرا من مهارات «النصب والاحتيال» .. وبعد بحث في الشارع استمر لعدة أيام، التقى "بلفورت" بأستاذه، "مارك هانا"، الذي علمه مبادئ السحر بالأموال، وجعله يتقن اللعب مع الكبار، كما أخبره بضرورة تناول المخدرات والكحول، كي يستمر في العمل والنشاط، ويقدر على إقناع العملاء بالمكاسب والأرباح «الوهمية» عند المتاجرة بالأسهم عدة مرات.



تعرف "بلفورت" بعدها على أسرار البورصة، وأصبح سمسارا للأسهم المرخصة، وفي أول يوم له بالعمل، وتحديدا في ظهيرة يوم الاثنين، من شهر أكتوبر 1987، الذي سمي فيما بعد بـ «الأسود»، حيث انخفض مؤشر البورصة بنسبة كبيرة، ليصبح أكبر انهيار عرفته أسواق البورصة، منذ أزمة 1929، ما أدى إلى إغلاق الشركة التى كان يعمل بها "بلفورت" ... ذهب بعدها "بلفورت" إلى إحدى شركات التي تبيع أسهمها بسعر أرخص، وتعطي عمولات كبيرة للسماسرة، لمعرفتها بعدم بيع أسهمها، في وقت أصبحت فيه أسواق البورصة مصدرا لقلق العديد من العملاء، ولمعرفته بخبايا البورصة، وكيفية اللعب بأمزجة وأهواء الزبائن، بدأ "بلفورت" يبيع ما قد وصفه هو بـ «القمامة»، لانعدام قيمة أسهمه، وهو ما أثار إعجاب الزملاء واحترام المديرين.

وأسس "بلفورت" فيما بعد شركة خاصة به، تعمل بنظامه الخاص، الذي سمي بـ «المنحرف»، فيما وصف "بلفورت" بـ «الوغد»، واعتمدت الشركة على نظام "BOILER ROOM"، التي عرفت باسم «غرفة المرجل»، وترجمتها الحرفية هي "غرفة السخان" أو "المرجل"، حيث تشير إلى مكاتب غير مرخصة ولا مسجلة يقوم فيها الوسطاء وبشكل مكثف بالاتصال بالعملاء بهدف إقناعهم بالاستثمار في أسهم رخيصة الثمن مدعين تأمين عوائد مرتفعة جدا مع وعود بأن المخاطر شبه معدومة. ويعتمد الوسيط في إقناعه للعملاء على طرق فاسدة وغير شرعية، ويطالب برد سريع، مهددين العملاء المترددين بأنهم يضيعون فرصة العمر ... وعادة ما تكون هناك علاقة بين مديري الـ "BOILER ROOM" وأصحاب الشركات التي يحاولون بيع أسهمها، بحيث يتم بيع الأسهم لمجموعة من المستثمرين ومن ثم إلزامهم بالاحتفاظ بها، خاصة أنه لا سوق حقيقية لهذه الأسهم. بعدها يتم الترويج لهذه الأسهم عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني من خلال الـ "BOILER ROOM"، ما يولد الطلب عليها ويسمح لأصحاب الشركة ببيع أسهمهم مقابل أرباح مرتفعة.
ويشار إلى أن جمعية الإداريين للأوراق المالية في أمريكا الشمالية تقدر أن المستثمرين يخسرون 10 مليارات دولار سنويا لعمليات الاستثمار الفاسدة عبر الهاتف، أي ما يترجم إلى مليون دولار في الساعة.
وتمتع "بلفورت" بكل ما يمكن تخيله من نجاح ومال ونمط حياة ومخدرات، وقد بنى أكبر دار سمسرة خاصة في "الولايات المتحدة" خلال فترة أعوام الثمانينيات والتسعينيات هي دار «ستراتون أوكمنت» التي كانت توظف ما يزيد على 1000 سمسار والتي جنى من خلالها ثروة حقيقية.
كان ذلك هو حلم "بلفورت"، الثراء الفاحش، وتجمع النساء حوله، وتناول المزيد من المخدرات والكحوليات، كما قال عندما سأله "إدوارد توود"، في الحوار الذي أجراه معه عبر الهاتف: «النساء، النساء والمزيد من النساء. هكذا كانت الأمور، فعندما كنت شابا في الـ 21 من العمر، وقعت في حب فتاة حسناء وقررت أن أجني الكثير من المال لكي تكون لدي فتيات جميلات كما هو حال الكثير من الشباب، إذا كانوا صادقين مع أنفسهم» ... وأضاف ضاحكا: «سارت الأمور جيدا، وكنت ناجحا مع النساء، كان لدي الكثير من النساء عندما كنت غنيا، وقد أبليت بلاء حسنا في هذا الجانب. أعرف أن ما أقوله يظهرني متحذلقا، لكن ذلك كان أحد دوافعي، ومع تقدمي في السن أصبح لدي أطفال وأردت أن أضمن مستقبلهم وما إلى ذلك. لكن في البداية كان الهدف هو الوصول إلى النساء الجميلات وأن أكون رجلا قويا، وهي كل الأمور التي يرغب بها أي شاب، إذا أراد النجاح ونيل إعجاب رفاقه، لكن كما هو حال كل الرجال، فقد أحب قلبي النساء الجميلات».
وفي أواخر التسعينيات، كانت الأمور تسير جيدا مع "جوردان بلفورت"، وأصبح بالفعل رجلا ثريا، كما كان يقول من قبل في جملته التعريفية: «اسمي جوردن بيلفورت، حينما بلغت السادسة والعشرين من العمر أصبح لدي 50 مليون دولار» .. ويروي "بلفورت" في مذكراته تفاصيل انحدار شركته وغرقه في قضايا الفساد: «في أواخر1991 لم أكن وقتها أرتكب أي مخالفة للقوانين بعد، لكن الأمور بدأت تشهد تجاوزات تدريجية. بدأ توسع الشركة وابتكرت نظام الخط المستقيم الذي أحدث تحولا كليا في طريقة العمل» .. وأضاف: «سمح لي هذا النظام بتدريب كل أولئك الشبان الصغار لتحويلهم إلى ماكينات بيع قوية، تسبب ذلك بنمو سريع في شركتي، مما أدى إلى نفاد المنتجات التي نبيعها، نفدت مني المنتجات السليمة المعروضة للبيع، وبدأت ببيع منتجات لم تكن جاهزة تمامًا، لم يكن الأمر يرتبط ببيع شركات وهمية، لأن تحقيق الأرباح الأعلى يتم ببيع الشركات الأفضل، إلا أن المنتجات التي نبيعها نفدت ولذلك بدأت أضحي بالجودة» ... واستمر "بلفورت" بعدها فيما كان يقوم به، لولا المخالفات القانونية، كما يقول نادما: «كنت سأصبح غنيا بثروة تقدر بين 10 و20 مليار دولار الآن. كنت غبيا جدا، لقد أفسدت كل شيء. شركة واحدة فقط، هي "ستيف مادن" تبلغ قيمتها 3 مليارات ونصف المليار دولار، وكنت أملك نصف أسهمها عند الطرح الأولي» .. «لكن بسبب ما قمت به، اضطررت للتخلص من أسهمها. كنت سأستفيد من كل صعود الأسهم الخاصة بشركات الإنترنت. ومن المفارقات في ذلك أن الجانب الإجرامي لما قمت به، أتاح لي جني قليل من المال بطريقة أسرع قليلا من الطرق القانونية. فبدلا من أن أجني 50 مليون دولار، كنت سأجني 30 مليون دولار بطريقة قانونية، فما الفرق في ذلك؟ كنت سأصمد إلى الأبد، كان ذلك غباء مفرطا… غباء لا مبرر له».
وفي عام 1998، جاءت القَشة التي قصمت ظهر "بلفورت"، بسبب قضايا فساد واحتيال متعلقة ببيع أسهم وهمية، وبعد التحقيق معه، تمت إدانة "بلفورت" في عام 1998 بتهمة الاحتيال بالأسهم وبتهمة غسل الأموال، وهو ما جعله يمضي 22 شهرا في السجن الفيدرالي بعد التوصل إلى اتفاق مع مكتب التحقيقات الفيدرالي ... وبعد أن غادر السجن، كان عمر "بلفورت" 51 عاما، وبدأ عملا جديدا كمتحدث في مجالات التنمية البشرية وككاتب، وأعلن أنه سيسدد 100 مليون دولار أمريكي إلى ضحاياه من خلال الأجر الذي يتقاضاه عن تلك النشاطات ... وبعد تعافيه التام الآن، يقضي "جوردان بلفورت" سنوات عمره متجولا بين البلدان من شرقها إلى غربها، ليلقي محاضرات عن التعافي من الأزمات بالنظر إلى الأزمة التي يمرون بها، بالإضافة إلى محاضرات عن مبيعات الإقناع وريادة التسويق، بمئات الدولارات، فرغم سجنه وتوديعه لعالم البورصة، عرف طريقا آخر للنجاح وجني الأموال.
كما قامت استوديوهات «وارنر برزرز» بشراء حقوق مذكرات بلفورت، وحولت القصة إلى فيلم سينمائي، في يناير 2014، حمل ذات الاسم، ولعب دور البطولة فيه الممثل، "ليوناردو دي كابريو"، وقد لقي هذا الفيلم إقبالا جماهيريا واسعا، وحصل على جائزتي «جولدن جلوب» في نفس العام، لأفضل فيلم وممثل.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

روابط الصفحات الاخرى

عن الموقع

locasarab مدونة عربية ترفيهية تقدم لكم مواضيع تهتم بكل ما هو جديد من شروحات وأخبار تقنية وحلقات مصورة و احسن مقاطع الفكاهة والرياضة
إقرأ المزيد